ميادين علم النفس

ميادين و فروع علم النفس

تطور علم النفس في الخمسين سنة الأخيرة تطوراً مذهلاً وتوسعت آفاقه ولم يبق
مجال من مجالات الحياة المعاصرة إلا و تجد فيه أثرا لعلم النفس. يهتم علم
النفس بكل الميادين التي تعني الإنسان و منها ماهو نظري و منها ما هو
تطبيقي:
أولا/ الميادين النظرية:
تتمثل الميادين النظرية بدراسة الظواهر النفسية التي تتضح في السلوك الخارجي للتوصل إلى قوانين عامة تحكم تلك الظواهر.
1- علم النفس العام:
يتناول علم النفس العام بالبحث والدراسة جميع مظاهر الحياة النفسية من خلال
دراسته لجميع جوانب السلوك المختلفة، كما يدرس المبادئ العامة لسلوك
الإنسان الراشد السوي لاستخلاص الأسس العامة للسلوك الإنساني مثل دراسة
الدوافع والانفعالات والذكاء و التفكير و الانتباه و التعلم...و التي تعم
جميع الأفراد بغض النظر عن الحالات الخاصة. و زيادة على ذلك أساليب البحث
ووسائل جمع المعلومات في علم النفس وكذلك مدارس علم النفس التي حاولت تفسير
السلوك.
و يعتبر بذلك علم النفس العام بمثابة المصدر الرئيس الذي تتفرع منه
الميادين التخصصية في مجال علم النفس، لذلك لابد لكل إنسان يرغب في دراسة
علم النفس أن يبتدئ أولاً بدراسة علم النفس العام قبل دراسة الفروع الأخرى
التي تعتبر أكثر تقدمًا وتخصصًا من علم النفس العام.
2- علم النفس الفسيولوجي:
يدرس علم النفس الفيزيولوجي الحواس المختلفة وأثر العمليات الحسية في
السلوك كما يعمل المختصون في هذا المجال على دراسة الجوانب الفيزيولوجية من
دوافع الإنسان وانفعالاته، وعلى دراسة الدماغ لمعرفة مناطقه المتخصصة
بالعمليات السيكولوجية المختلفة وتأثير الهرمونات على السلوك، بالإضافة إلى
دراسة الموضوعات ذات الصلة بوظائف الأعضاء، وخاصةً تلك الوظائف التي تؤثر
في السلوك الإنساني، كالجهاز العصبي وتركيبه والوظائف التي يقوم بها،
وأعضاء الحس، والغدد الصماء وصلتها بالسلوك، فهو يحاول مثلاً أن يحدد كيف
يحدث الإحساس؟ وكيف ينتقل التيار العصبي في الأعصاب؟ وكيف يسيطر المخ على
الشعور والسلوك؟ و كذلك يدرس الأساس الفسيولوجي للدوافع، وكيف يحدث إحساسنا
بالجوع والعطش والرغبة الجنسية … وغيرها من الدوافع الفسيولوجية. ومن ضمن
اختصاصاته أيضًا تحديد المراكز المختلفة المكونة للمخ واختصاصات كل مركز،
ومنها الإدراك السمعي والبصري ومناطق التحكم في النشاط الحركي.
3- علم النفس الاجتماعي:
إن سلوك الفرد يتأثر دوما بالبيئة الاجتماعية التي تحيط به، والإنسان بحكم
تكوينه هو في الأصل اجتماعي بطبعه، إذ أنه يولد معتمدًا في معيشته وتدبير
شئونه على الآخرين، ويمضى حياتة كلها، وهو في اتصال أو احتكاك معهم. إن
الأشخاص المحيطين بالإنسان يكونون بمثابة مثيرات لاستجاباته، وهو كذلك هدف

لاستجابات الآخرين، إذ أن طريقة تعامله معهم تقرر نوعية الكثير من سلوكه وما يقوم به من أعمال، وتحدد كذلك طبيعة مشاعره ونوعيتها.
إن علم النفس الاجتماعي يقوم بالدراسة العلمية لسلوك الكائن الحي ككائن
اجتماعي يعيش في مجتمع مع أقرانه يتفاعل معهم فيتأثر بهم ويؤثر فيهم(أي
يتأثر بسلوكهم، ويؤثر في سلوكهم). وهو بذلك يهتم بدراسة العلاقة بين الفرد
والجماعة (مثل: التنشئة الاجتماعية – سيكولوجية الجماهير – تماسك الجماعة –
الأدوار الاجتماعية - الدعاية – الرأي العام – الشائعات – القيادة-
الاضطرابات الاجتماعية).
4- علم نفس النمو:
يطلق عليه تسميات أخرى مختلفة مثل " علم النفس الارتقائي " ، "سيكولوجية
الطفولة والمراهقة" و هو يهتم بدراسة مراحل النمو المختلفة أثناء الحمل
وبعد الميلاد وفترة الرضاعة والفطام والطفولة المبكرة والوسطى والمتأخرة
والبلوغ والمراهقة والشباب والرجولة والشيخوخة، وخصائص كل مرحلة عمرية،
لمعرفة الشروط البيئية اللازمة التي تؤدي لأحسن نمو ممكن ولاكتساب أحسن طرق
التكيف الاجتماعي. و كذلك يدرس مظاهر النمو من النواحي الجسمية والحركية
والحسية والعقلية والنفسية والانفعالية والاجتماعية.
5- علم النفس الفارق:
يعرف أيضًا بسيكولوجية الفروق الفردية، و هو يهدف إلى دراسة الفروق الفردية
والجماعية للسمات البشرية، وأسباب وأوجه الاتفاق والاختلاف بين البشر في
الذكاء والشخصية والاستعدادات والمواهب الخاصة … وغيرها.
6- علم نفس الحيوان:
يهتم بدراسة الأسس النفسية العامة لسلوك الحيوان، ويقوم علماء النفس بدراسة
سلوك الحيوان، لأنه من السهل إجراء التجارب العملية على الحيوان، بينما
يصعب أو يستحيل في بعض الحالات إجراء مثل هذه التجارب على الإنسان، فمن
السهل مثلاً القيام باستئصال جزء من مخ الحيوان لمعرفة تأثير ذلك على سلوك
الحيوان، بينما يكون من المستحيل إجراء مثل هذه التجربة على الإنسان.
وقد استطاع علماء النفس من خلال هذه التجارب أن يحددوا وظائف المخ، وأن
يتعرفوا على المراكز الخاصة بالوظائف الحسية والحركية، كما ساعدت التجارب
على الحيوان أيضًا دراسة الوراثة، ومعرفة علاقة الهرمونات بالسلوك. و على
العموم يهتم هذا العلم بدراسة الأسس السيكولوجية لسلوك الحيوان من أجل
التوصل لنتائج تفيد في تفسير سلوك الإنسان.
7- علم النفس المقارن:
و فيه يقارن سلوك الإنسان بالحيوان، وسلوك الطفل بسلوك الراشد، وسلوك الإنسان البدائي بسلوك المتحضر، وسلوك الشخص السوي بسلوك الشاذ.
8- علم نفس الشواذ:
هو العلم الذي يقوم بدراسة الحالات الغير عادية أو الغير سوية، كسلوك
المعاقين والموهوبين والمتخلفين والمكفوفين بصريًا والصم والبكم.

9- علم النفس المرضي:
يدرس الاضطرابات السلوكية وأسبابها وكيفية مواجهتها ومساعدة من يعانون
منها، سواء كانت انحرافات سلوكية (الجنوح، السرقة...) أو عصابية (القلق،
الهستريا ،الوساوس، توهم المرض...) أو ذهانية (الفصام، الهوس،الاكتئاب
،البارانويا...).
10- علم النفس العصبي:
وهو تخصص دقيق لعلم النفس العيادى، ويعنى علم النفس العصبي بين الدماغ
والسلوك، وكذلك الوظائف ذات العلاقة المباشرة بالدماغ، مثل: القراءة،
الكتابة، الفهم، الإدراك، الذاكرة، ويساعد أخصائي علم النفس العصبي في
تحديد الأجزاء التالفة من الدماغ.
ثانيا/ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] علم النفس التطبيقية:
تتمثل الميادين التطبيقية بالسعي إلى تطبيق المعرفة النظرية من مفاهيم
ومبادئ حول السلوك في مواقف عملية، و توجد العديد من الدراسات التطبيقية
ذات الأهمية في حياة الإنسان، وتقوم على أسس نظريات علم النفس، ومنها:
1- علم النفس التربوي و المدرسي:
وهو علم يقوم بتطبيق مبادئ وقوانين ونظريات علم النفس في ميدان التربية
والتعليم، لذلك يهتم علم النفس التربوي بمعرفة الخصائص العامة لمراحل النمو
المختلفة، والإفادة من هذه الخصائص في بناء المناهج الدراسية التي تتسق مع
خصائص هذه المراحل، بحيث يعطى كل فرد الخبرات التعليمية في الوقت المناسب
عندما نتأكد من نضجه الكافي الذي يمكنه من فهم واستيعاب ما نريد أن نعلمه
له، و يتضمن علم النفس التربوي جانبين، هما: الجانب النظري: و يشمل
موضوعات: التعلم - القدرات - الشخصية - الظواهر النفسية... و الجانب
التطبيقي: ويتضمن تطبيق نتائج الدراسات النظرية، وكيفية الإفادة منها داخل
المدرسة بالنسبة للمراحل التعليمية المختلفة. يستعين علم النفس التربوي
بالاختبارات النفسية، لقياس ذكاء التلاميذ وقدراتهم العقلية، ولتقدير
درجاتهم التحصيلية بطريقة عملية.
يدرس المشتغلون في هذا المجال كذلك المشكلات المتعلقة بسلوك التعلم
والتعليم والمشكلات التربوية التي تظهر في المدرسة كتأخر القراءة والكتابة
وبطء التعلم والمشكلات الانفعالية المصاحبة لذلك.
يعتبر علم النفس التربوي والمدرسي أن فهم خصائص المعلم ومتغيراته وفهم
خصائص الطلبة الشخصية وفهم خصائص الجو الصفي تسهم في تحسين الممارسات
الصفية. ومن ذلك فان علم النفس التربوي يهتم بتحسين ممارسات تعلم الطلبة
وتحسين ممارسات المعلم التدريسية.
2- علم النفس العمل و التنظيم(علم النفس الصناعي سابقا):
يهتم علماء النفس المشتغلون في هذا المجال بالمشكلات التي تواجه العمل و
العمال و من ناحية ثانية يخدمون المجتمع التكنولوجي عن طريق الاهتمام
بدراسة العوامل البشرية في الصناعة كالتوجيه المهني والانتقاء والاختيار
المهني والتدريب الصناعي والروح المعنوية و دوافع العمل و العلاقات
الاجتماعية والمشكلات التي تحصل في المصانع.
يدرس علم النفس العمل كذلك أسباب التعب في الصناعة و حوادث العمل ويحاول وضع أساليب لتقليلها ووضع آليات لتجنبها.

و يهدف علم النفس العمل إلى رفع مستوى الكفاية الإنتاجية للعامل أو للجماعة
العاملة، وذلك عن طريق حل مشاكلها المختلفة التي تغشى ميادين العمل و ذلك
عن طريق الاهتمام بتهيئة المناخ النفسي والاجتماعي الذي يكفل إنتاج أجود في
أقصر وقت ممكن، وبأقل مجهود، كما يهتم ، ويدرس أنسب الظروف الطبيعية
للعمل، مثل: الإضاءة، التهوية، درجة الحرارة، الرطوبة.
تستخدم الاختبارات النفسية لاختيار أصلح العمال ووضعهم في المكان المناسب لاستعداداتهم العقلية والنفسية.
3- علم النفس التجارى:
يهتم بدراسة دوافع الشراء وحاجات المستهلكين وتقدير اتجاهاتهم النفسية نحو
المنتجات الموجودة، وذلك من خلال إجراء الاستفتاءات، و يدرس كذلك طرق
التفاهم بين البائع والمشترى و دوافع الشراء و البيع والاتجاهات النفسية
نحو السلع عن طريق البحث في سيكولوجية الإعلانات وتصميمها وتكوينها ونوعها
وحجمها وموضوعها.
4- علم النفس الجنائى:
يدرس العوامل النفسية الشعورية واللاشعورية التي يحتمل أن يكون لها الأثر
في جميع من يشتركون في عملية التحقيق والحكم (القاضي، المدعي، المتهم،
الشهود،الرأي العام، المحامى...)، ولا يهتم بدراسة الدوافع التي أدت
بالمتهم لارتكاب جريمته، بقدر ما يبحث في أقواله أمام القضاء، وحالته أثناء
القبض عليه.
5- علم النفس الإجرام:
يدرس الدوافع الشعورية واللاشعورية التي تحفز على ارتكاب الجريمة ودوافعها، وأفضل الطرق لعلاجها مستخدمًا الأسلوب العلمي في العلاج.
6- علم النفس العسكري أو الحربي:
يطبق مبادئ علم النفس في الجيش لزيادة كفاءة القوات المحاربة و تستخدم
الاختبارات النفسية لاختيار أنسب الجنود وتوزيعهم على الوحدات بما يناسب
قدراتهم واستعداداتهم النفسية و يطبق مبادئ التعلم في برامج التدريب
العسكري و كذلك يدرس سيكولوجية القيادة والروح المعنوية والدعاية والحرب
النفسية و يهتم بعلاج وتأهيل الجنود بعد القتال من المصابين بصدمات نفسية
أو تشوهات بدنية.
7- علم النفس الإرشاد و التوجيه:
يهتم بمساعدة الناس الأسوياء من الناس على حل مشكلاتهم في مجال معين سواء كان تعليميًا أو مهنيًا أو أسريًا.
8- علم النفس الرياضي:
يهتم بدراسة العوامل النفسية والاجتماعية والتربوية المؤثرة في السلوك
الرياضي نحو تحقيق مستوى عالٍ من الأداء والإنجاز الرياضي الأفضل.
9- علم النفس العيادى(الإكلينيكي):
كما يعرف بعلم النفس السريرى، وهو أحد التخصصات في علم النفس، ويعنى بدراسة
بعض اضطرابات الشخصية، وأساليب التشخيص المختلفة، وفنيات العلاج الملائمة
لنوع الاضطراب ويستعان بعلم النفس

الإكلينيكي في تشخيص الأمراض النفسية والعقلية الخطرة وعلاجها، ويتم
التشخيص بالمقابلة العيادية عادةً وأحيانًا بالاستعانة بالاختبارات
والمقاييس النفسية.
وأخصائي علم النفس العيادى، هو: خريج علم نفس تلقى بعد شهادة الباكالوريا تدريبًا وتعليمًا محددين في تخصص علم النفس العيادى.
10- علم النفس التجريبى:
يدرس هذا العلم أساليب التجريب المخبرى والميدانى في ميادين علم النفس
المختلفة، والعناصر الأساسية للتجربة النفسية، كما يقدم تمارين تدريبية في
التجريب النفسي على الإبصار، والسمع، والتناسق الحركي، والتعلم، والذاكرة،
وزمن الرجع، وغيرها.
12- علم النفس الإداري:
هو ذاك العلم الذي يحاول تطبيق مبادئ وقوانين ومنهج علم النفس العام في
مجال الإدارة على الموظفين والعاملين والمشرفين في مجال الإدارة، ويحاول
بالتالي الإجابة عن التساؤلات ذات العلاقة بالسلوك الذي يتبعه العاملون في
الشركات والمؤسسات المختلفة. ويساعد علم النفس الإداري على توجيه وقيادة
هؤلاء العاملين، بما يعرفهم بأنفسهم وبإمكاناتهم، ويساعدهم على الاختيار
الحكيم لوظائفهم وأعمالهم ويضعهم في الوظائف والأعمال المناسبة لإمكاناتهم
ومؤهلاتهم وخبراتهم ويرفع من معنوياتهم ويزيد من كفايتهم وإنتاجهم.
13- علم نفس القياس و التقويم:
يهتم العاملون في هذا المجال بتطوير الاختبارات النفسية من أجل أغراض
الاختيار والتشخيص والتوجيه كما يهتمون بخصائص الاختبارات التي تزيد من
دقتها وموضوعيتها والتشخيص والتوجيه، والثبات والصدق. كما يعملون على تطوير
برامج للقياس باستخدام الحاسبات الإلكترونية السريعة.

المراجع:
محمود عبد الحليم منسي و آخرون،(2001)، المدخل إلى علم النفس التربوي،
صالح حسن الداهري، وهيب مجيد الكبيسي()،علم النفس العام، دار الكندي للنشر و التوزيع، الأردن.
مصطفى عشوي، مدخل إلى علم النفس،ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
عبد الرحمان الوافي(2005)، المختصر في مبادئ علم النفس، ديوان المطبوعات الجامعية، ط3، الجزائر.

الموضضوع رووعة كثير
يعطيك ربي الف عآفية
وعسسى م ننحرم من جديدكك

مشششششششششكورة قلبي
ميادين علم النفس 531283

يعطيك العافيهه..~~